«حذاء بيكهام وسترة بالوتيلي».. شاهين يُعيد «مشاهد أسف المستديرة» إلى الأذهان

غالبًا ما تكون لقطات السعادة والاحتفالات بتسجيل الأهداف والفوز بالبطولات هي المتصدرة للمشهد في ميادين كرة القدم والرياضة، لكن في أحيان أخرى، تتمكن المشاهد المؤسفة من سرقة الصورة والاستحواذ على المشهد، كما فعل أحمد شاهين، لاعب فريق المنصورة، الذي بات حديث الصباح والمساء خلال الساعات الماضية، بعد تعديه على مدربه.

أحمد شاهين البالغ من العمر 19، تغلبت عليه عصبيته وتملك منه الإنفعال، وخرج عن النص بالتعدي على مدربه علاء نوح في مباراة فريق المنصورة والمقاولون العرب، التي أقيمت مساء أمس الاثنين في الجولة 11 من دوري الدرجة الثانية المصري «دوري المحترفين»، في واحدة من أبرز مشاهد التوترات التي قد تنشأ بين اللاعبين والمدربين في عالم كرة القدم.

المدرب علاء نوح دفع بشاهين في الشوط الثاني من اللقاء، ولكن مع تأخر الفريق بثلاثية نظيفة، قرر سحبه من الملعب. هذا القرار أثار اعتراضات شديدة من شاهين، حيث قام بالتهجم على مدربه واعتدى عليه، في تصرف غير رياضي، أثار موجة من الانتقادات ضد اللاعب على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفعه إلى اتخاذ قرار مفاجئ باعتزال كرة القدم.

انفعال اللاعب أحمد عبد الواحد وخروجه عن النص بعد استبداله من مدربه علاء نوح#ستاد_مصر pic.twitter.com/HD4PuhBoZE

— OnTime Sports (@ONTimeSports) December 9, 2024

رغم غرابة المنظر عن ملاعب كرة القدم وميادين الرياضة بصورة عامة، إلا أن الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت الملاعب العديد من الحوادث التي تضمنت تصرفات عنيفة من لاعبين تجاه مدربيهم.

ميدو والعميد

وتعد مشاجرة أحمد حسام «ميدو» مع مدربه حسن شحاتة واحدة في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2006 خلال مباراة مصر والسنغال، من أبرز الحوادث في تاريخ كرة القدم بين اللاعبين والمدربين.

في تلك المباراة، قرر حسن شحاتة استبدال ميدو بعمرو زكي في منتصف الشوط الثاني، وهو القرار الذي أثار غضب ميدو بشكل كبير، حيث اعترض علنًا ودخل في مشادة حادة مع المدرب أمام الجماهير.

لكن تدخل قائد المنتخب في ذلك الوقت، حسام حسن، كان حاسمًا حيث قام بتهدئة الأوضاع وفض الاشتباك بين اللاعب والمدرب. ورغم أن الحادث كان محط اهتمام وقلق، فإنه بقي واحدًا من أكثر المواقف الجدلية في تاريخ منتخب مصر.

بالوتيلي ومانشيني

علاقة المدرب روبرتو مانشيني بالمهاجم ماريو بالوتيلي كانت مليئة بالتوترات والمشاجرات، وقد تحدث مانشيني عن هذه التجربة قائلًا: «أستطيع أن أتفهم إذا كان بعض اللاعبين يشعرون بالإحباط. أخبرت ماريو بالوتيلي أنه لو كنت قد دربته قبل 10 سنوات، ربما كنت سأعطيه لكمة في رأسه كل يوم، لكن هناك طرق مختلفة للتعامل مع أشخاص مثل ماريو.»

من أبرز هذه التوترات، في مباراة ودية قبل الموسم ضد لوس أنجلوس جالاكسي عام 2011، حيث قرر مانشيني سحب بالوتيلي من الملعب بعد أن سدد كرة بكعب القدم بدلًا من وضعها في الشباك الفارغة.

وفي يناير 2013، وقع خلاف بين المدرب والمهاجم خلال التدريبات بعد تدخل قوي من بالوتيلي على زميله جايل كليشي، وظهر مانشيني ممسكا بسترة اللاعب، ثم ظهر أعضاء في الجهاز الفني في صور أخرى وهم يتدخلون ويحاولون إبعاد اللاعب.

التوترات بينهما لم تنتهِ عند هذا الحد، ففي عام 2023، تجاهل مانشيني استدعاء بالوتيلي للمنتخب الإيطالي رغم مستواه الجيد، مما دفع بالوتيلي للسخرية من مدربه عبر حسابه على «إنستجرام».

السير فيرجسون وبيكهام

يعد الصراع بين السير أليكس فيرجسون وديفيد بيكهام من أبرز الحوادث في تاريخ كرة القدم. ففي مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي 2003 بين مانشستر يونايتد وآرسنال، وبعد أن تأخر فريقه 2-0 في الشوط الأول، وجه فيرجسون كلمات قاسية للاعبيه، ثم توجه بمهاجمة بيكهام الذي كان يبدو مشتتًا بسبب قرب انتقاله إلى ريال مدريد.

وفي لحظة غضب، ركل فيرجسون حذاءه في وجه بيكهام، مما أسفر عن إصابة اللاعب واحتياجه لعدة غرز. في اليوم التالي، انتشرت صور الجرح في الصحف، وكشف فيرجسون في سيرته الذاتية أن هذا الحادث جعله يشعر بفقدان السيطرة على غرفة الملابس، مما دفعه للضغط على إدارة النادي لبيع بيكهام، وهو ما حدث بالفعل عندما انتقل اللاعب إلى ريال مدريد.

ريمون دومينيك ونيكولا أنيلكا

في كأس العالم 2010، شهدت العلاقة بين مدرب منتخب فرنسا، ريمون دومينيك، والمهاجم نيكولا أنيلكا، توترًا كبيرًا.

وخلال مباراة فرنسا ضد المكسيك، وجه أنيلكا إهانة لمدربه بين الشوطين، مما أثار غضب دومينيك. رغم أن أنيلكا نفى الحادث، قرر المدرب استبعاده من الفريق بعد المباراة. هذا القرار أدى إلى احتجاج باقي اللاعبين الذين رفضوا إجراء مقابلات صحفية طوال البطولة.

وفي النهاية، خرجت فرنسا من دور المجموعات، وتم إيقاف أنيلكا عن اللعب دوليًا لمدة 18 مباراة، ليكون هذا الحادث نهاية مشواره مع المنتخب الفرنسي.