«أم المعارك».. كيف تحول حصن فايلر إلى ثغرة كولر مع الأهلي؟

واجه الأهلي تحديات خططية خلال الفترة الماضية أبرزها القدرة على إنهاء المحاولات الهجومية بشكل جيد، إلى جانب دور وسط الملعب في إفساد تقدم المنافسين، والمساهمة في تعزيز الأدوار الأمامية.

ضبابية منطقة الوسط «أم المعارك» دفعت السويسري مارسيل كولر إلى مواجة من التبديلات والتعديلات خلال رحلته مع المارد الأحمر حتى الآن، فظهر المحور الدفاعي مروان عطية كثابت وحيد، مع فترات لـ أكرم توفيق وأحمد نبيل كوكا وعمرو السولية وكريم نيدفيد.

الحيرة لم تتوقف عند محطة الارتكاز وامتدت للاعب الوسط الهجومي بين إمام عاشور ومحمد مجدي أفشة.

حصن فايلر

رينية فايلر خلال مباراة الأهلي و طنطا في الدوري الممتاز – صورة أرشيفية

عول فايلر على منطقة وسط الملعب في تقديم فلسفته الخططية القائمة على الاستحواذ والتمرير للإمام بحثًا عن إنهاء المباريات مبكرًا، إلى جانب إغلاق قلب الملعب ومساندة الأطراف لإفساد هجمات الخصوم والظهور بكافة عديدة، وهو ما وضع لاعبي الوسط أمام تحديات أبرزها الجاهزية الفنية واليقظة الخططية في الملعب.

وقدم السويسري فايلر نسخة استثنائية من الدولي المالي آليو ديانج خاصة بعدما تعرض زميله حمدي فتحي للإصابة بقطع في غضروف الركبة، أبعدته عن مباريات مهمة في بداية عام 2020.

استثمر السويسري سرعة المالي، بمنحه بريق هجومي وقدرة على الاختراق تمثيل جناح مناظر للمهارة، إلى جانب التصويب من خارج المنطقة، وحضرت القوة البدنية في حسم الالتحامات والركض لزيادة الحصيلة العديدة الدفاعية أمام مرمى المارد الأحمر.

جلس فايلر على مقعد مدرب الأهلي في 44 مباراة، ظهر آليو ديانج في 34 منها، خلال 4 بطولات، بمجموع دقائق لعب 2405، وتمكن من تسجيل هدفين وتمرير هدفين حاسمين، وتلقى 6 بطاقات صفراء وحالة طرد.

ومنح ديانج الأهلي تفوقًا تكتيكيًا في مباريات صعبة، أبرزها الفوز على الهلال السوداني والنجم الساحلي وصن داونز في القاهرة، والعودة بتعادل ثمين في أجواء صعبة من ملعب برويتريا .

عمرو السولية

لم تختلف وضعية عمرو السولية كثيرًا عن ديانج، فقد ظهر في 37 مباراة، وسجل 6 أهداف ومرر 5 لعبات حاسمة، وتلقى إنذارين، ولم يحصل على حالات طرد، بمجموع دقائق 3176.

وقدم السولية كفاءة كبيرة في القدرة على الربط بين وسط الملعب الخلفي والأمامي إلى جانب التمريرات الطويلة للمنطلقين من الأطراف.

محمد مجدي أفشة

استقبلت جماهير الأهلي، أدوار محمد مجدي أفشة كخليفة لـ عبدالله السعيد صاحب البصمة الخططية والتأثير الفني الأكبر للمار الأحمر بالسنوات السابقة.

مثل ظهور أفشة تكاملًا لرجال وسط ملعب فايلر، وشارك إجمالًا معه في 35 مباراة ومرر 11 لعبة حاسمة سكنت الشباك، وسجل 6 أهداف، بمجموع مساهمات 17، ومجموع دقائق لعب 2582، وتلقى بطاقة صفراء واحدة.

حمدي فتحي

منعت الإصابة حمدي فتحي من تقديم أرقام مشابهة لزمليه في خط الوسط، واكتفى بمرافقة المدرب السويسري في 18 مباراة، بمجموع دقائق لعب 1298.

وسجل حمدي فتحي 3 أهداف بعدما منحه فايلر أدوار هجومية منحته أفضلية لاحقًا بين منافسيه في مركز خط الوسط، وتلقى إنذارين.

وغاب حمدي فتحي عن 26 مباراة مع فايلر بسبب الإصابة.

الحصيلة

برز لاعبو خط الوسط ضمن الأكثر مشاركة مع فايلر ولم يسبقهم سوا محمد الشناوي حارس المرمى بـ 41 مباراة، وجونيور أجايي بـ 39 مباراة، فيما ظهر السويسري إجمالًا في 44 لقاء حقق 34 فوزًا و7 تعادلات وتلقى 3 هزائم فقط، وسجل 94 هدفًا وتلقت شباك المارد الأحمر 21 هدفا وحقق بطولتي الدوري المصري والسوبر المحلي وترك الفريق عند نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا قبل أن يرحل بسبب جائحة كورونا.

ثغرة كولر

– صورة أرشيفية

على عكس فايلر، لم يعرف خط وسط الأهلي هوية واضحة مع صاحب نفس الجنسية مارسيل كولر، في قائمة الأكثر مشاركة خلال رحلته التي امتدت لـ 137 مباراة، وذلك قبل مواجهة المصري البورسعيدي في الجولة السادسة من عمر الدوري المصري الممتاز.

وتضم المراكز الخمس الأولى في قائمة الأكثر مشاركة مع كولر وفقًا لدقائق اللعب، وسط ميداني وحيد وهو مروان عطية برصيد 91 مباراة، فيما يتصدر محمد الشناوي ثم محمد عبدالمنعم ثم محمد هاني وعلي معلول قبل أن يأتي لاعبي الارتكاز.

وضمت قائمة اللاعبين اللذين ظهروا في مركز وسط الملعب مع كولر (مروان عطية – أكرم توفيق – أحمد نبيل كوكا – محمد مجدي أفشة – آليو ديانج – محمد فخري – كريم نيدفيد – عمرو السولية) وربما يعود ذلك إلى مدة ولاية كولر مقارنة بمواطنه.

مروان عطية

كما ذكرنا، مروان عطية يعد الحلقة الأبرز في فلسفة كولر لوسط الميدان، ولكن مع صبغة دفاعية مقارنة لرحلة اللاعب مع الاتحاد السكندري، فخلال نفس عدد المباريات تقريبا قدم 8 مساهمات هجومية بتسجل هدفا وتمرير 7 لعبات حاسمة لزعيم الثغر، فيما عرف التمرير 3 مرات فقط بقميص المارد الأحمر، ودون أن يعانق الشباك، وتلقى 17 بطاقة صفراء.

كوكا.. سيناريو حمدي فتحي

حرك كولر، كوكا من مناطق اليسار إلى قلب الملعب كحلًا لتعويض غياب مروان المحتمل أو مجاورته في المباريات القوية خططيًا خاصة أنه يمتلك مهارات هجومية إلى جانب اليقظة وسرعة الافتكاك الدفاعي.

واجه كوكا حظًا سيئًا بسبب الإصابات المتكررة مثلما حدث لـ حمدي فتحي مع فايلر، ليكتفي اللاعب حتى الآن بـ 53 مباراة و2781 دقيقة، وتسجيل هدفا و3 تمريرات حاسمة.

رجال فايلر

اختلفت مصائر رجال وسط فايلر مع كولر، فـ عمرو السولية عانى من إصابات متكررة وواجه شبح الخروج من القلعة الحمراء مع اقتراب نهاية عقده وغيابه عن التشكيل الأساسي، بعدما شارك في 67 مباراة بمعدل 3631 دقيقة مسجلًا 9 أهداف وممررًا لـ 4 كرات حاسمة.

أما مستوى آليو ديانج فشهد تراجعًا ملحوظًا ثم الجلوس على مقاعد البدلاء، نهاية بأدوار هامشية وانخفاضًا في القيمة التسويقية إلى جانب انحصار العروض من أندية صراع الصدارة في الدوري التركي إلى أندية مؤخرة جدول بالدوريات الخليجية.

وشارك ديانج مع كولر في 79 مباراة بمعدل 5302 دقيقة، وسجل هدفين ومرر 3 لعبات حاسمة قبل أن يخرج على سبيل الإعارة إلى فريق الخلود السعودي.

بينما لم يحظى أفشة بأفضل السيناريوهات الممكنة، فقطعة فايلر الذهبية وصاحب القاضية بات بديلًا ومستبعدًا أحيانًا ليظهر في الملعب مع كولر في عدد كبير من المباريات 109 وقليل للدقائق 5222.

وارتدى أفشة قناع المنقذ خلال الشهور الأخيرة بفضل تأثيره الفني بعد نزوله بديلًا، وبشكل عام فقد سجل مع السويسري 14 هدفًا ومرر 18 كرة حاسمة وتلقى 6 بطاقات صفراء.

أكرم توفيق.. محاولة مهددة

حاول كولر الاستفادة من قدرات أكرم توفيق البدنية والدفاعية وخبراته السابقة في مركز وسط الميدان للاعتماد عليه كمحور ارتكاز ثاني خلال فترات متعددة.

واجه كولر صعوبات نظرًا للإصابات والغيابات المتكررة في مركز الظهير الأيمن مما استدعى سحب اللاعب من مركز الوسط، وظهر توفيق في 59 مباراة وسجل هدفين ومرر لعبة حاسمة، وحصل على 7 بطاقات صفراء.

إمام عاشور.. الحيرة الكبيرة

يستحوذ إمام عاشور على النصيب الأكبر من التعليقات والتقييمات نظرًا للقدرات المميزة التي يتمتع بها إلى جانب إجادته اللعب في أكثر من مركز أبرزهم الوسط إلى جانب مشاركته السابقة مع الزمالك كظهير أيمن في أكثر من مناسبة.

قدم عاشور مستويات جيدة على فترات فيما اتجهت الأمور إلى الجلوس بديلًا وسط أحاديث عن غضب متكرر وعقوبات حاسمة.

وشارك مع كولر في 58 مباراة وتمكن من تسجيل 13 هدفا وتمرير 12 لعبة حاسمة والحصول على 6 بطاقات صفراء.

تجارب غير مكتملة

فيما اقتصرت تجربة البحث عن وجوه غير متوقعة عند مباريات وأداء غير مؤثر متمثلة في 17 مباراة لـ كريم نيديفيد بإجمالي 993 دقيقة، دون تسجيل أو صناعة، و14 مباراة لـ محمد فخري مع تمريرة حاسمة واحدة.